موقفين أبكا عمر بن الخطاب رضي الله عنه


مر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم برجل في السوق فإذا بالرجل يدعوا ويقول :
{ اللهم اجعلني من عبادك القليل {
فقال له سيدنا عمر  : من أين أتيت بهذا الدعاء ؟؟!

فقال الرجل : 
ان الله يقول في كتابه العزيز : (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) 
فبكى سيدنا عمر وقال : كل الناس آفقه منك يا عمر

**************************************

روى الأحنف بن قيس
أن عائشة وحفصة رضي الله عنهما كانتا مجتمعتين
فقالت عائشة: إني سائلة أمير المؤمنين، 
وقالت حفصة : ما أرى أمير المؤمنين يحقق لنا رغبتنا وينفذ طلبتنا، 
ثم دخلتا على عمر أمير المؤمنين
فاحتفل بهما وأدنا إليه مجلسهما، 
فقالت عائشة: يا أمير المؤمنين أتأذن لي في الكلام معك؟ 
قال: تكلمي يا أم المؤمنين، 
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها  
إن النبي الكريم مضى لسبيله، إلى جنة ربه ورضوانه، لم يرد الدنيا ولم ترده،
وكذلك مضى أبو بكر على أثره لسبيله، بعد أن أحيا سنن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وبعد أن قاتل المكذبين، وأدحض حجة المبطلين مع عدله في الرعية، وقسمه بالسوية، وإرضائه رب البرية، ثم قبضه الله إلى رحمته ورضوانه، وألحقه بنبيه في الملأ الأعلى، لم يرد الدنيا ولم ترده، وأما أنت يا أمير المؤمنين، فقد فتح الله على يديك كنوز كسرى وقيصر، ودانت لك أطراف المشرق والمغرب، ونرجو لك وللمسلمين من الله المزيد، وها هي رسل العجم يأتونك، ووفود العرب يردون، وعليك هذه الجبة الخلقة، وقد رقعتها اثنتي عشرة رقعة، فلو غيرتها بثوب لائق جميل، يهاب فيه منظرك، ولو استبدلت طعامك الخشن، بطعام طيب لذيذ، ليقوى بدنك، وينشط جسدك على حمل أعباء الأمة والرعية.. 
فما أتمت عائشة كلامها حتى بكى عمر بن الخطاب بكاء شديداً. ثم قال يا عائشة، سألتك بالله،
هل تعلمين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شبع من خبز برٍ ثلاثة أيام؟
أو جمع بين عشاء وغذاء في يوم واحد حتى لقي الله؟، 
قالت عائشة لا
قال يا عائشة، هل تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم لبس جبة من الصوف. ربما حك جلده من خشونتها؟، أتعلمان ذلك يا عائشة ويا حفصة؟، 
قالتا: اللهم نعم، 
قال: يا عائشة هل تعلمين أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان فراشه الذي ينام عليه عباءة، تمد له على طاق واحد؟، أما كان جلد في بيتك يا عائشة، كان لكم في النهار بساطا، وفي الليل فراشا؟، وكنا ندخل على النبي الكريم، فنرى أثر الحصير على جنبه ..
صلى الله على من أرسله الله رحمة للعالمين

*******************************
القصة الأولى : رواها ابن ابي شيبة في المصنف وعبد الله بن أحمد بن حنبل في الزهد لأبيه، وقد نقلها القرطبي وجمع من أهل العلم، ولم نر أحدا منهم  حكم عليها بصحة ولا ضعف.

القصة الثانية : أخرجها ابن عساكر في تاريخ دمشق 44 / 292 ـ 295