الدّين معاملة .. الدّين حياة

سأعلم أطفالي يوماً !
أن الدّين ليس -فقط- صوماً وصلاةً !
ليس لحيةً !،، ولا حجاب..
ليس كلاماً منمّقاً يلقى أمام العامة، وفي المساجد، وفي كل الأرجاء..
سأعلمهم أن الدّين "حياة" وأن الدّين "معاملة" ..
وهذا ما كنا نفتقده بعمق في مجتمعنا


يقول عليه الصلاة والسلام:
 )أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ؟ قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له, ولا متاع, فقال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة؛ بصلاة, وصيام, وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ ـ قبل أن يُقْضى ما عليه ـ أُخِذَ من خطاياهم؛ فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار( أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة

الكثير من الناس يفهمون أن الدين هو أن تصلي, وأن تصوم, وأن تؤدي العبادات، مع أن هذا الحديث الشريف واضح كالشمس يبين لنا أن التدين الصحيح في المعاملة .
إنسان يغتاب, إنسان يطعن, إنسان يأكل ما ليس له, إنسان في الإرث يأخذ النصيب الأكبر بدعوى لا قيمة لها, إنسان غمَّاز لمَّاز؛ ويصلي, ويصوم, ويحج كل عام, ومصيره إلى النار, هذا هو الدين !

الدين عبادات تعاملية ,إن صحّت صحّت العبادات الشعائرية؛
التعاملية: أن تكون صادقاً, أن تكون أميناً, أن تكون عفيفاً, أن تكون منصفاً, أن تكون رحيماً, أن تكون متواضعاً....
فإن صحت عباداتك التعاملية ؛ عندئذ تصح الصلاة, والصوم, والحج, والزكاة.

هذا الحديث وضع فيه النبي عليه الصلاة والسلام يديه على جوهر الدين ؛

وفهمنا السقيم للدّين هو الذي جعل الناس يخرجون من دين الله أفواجاً , صار هناك قناعات عند الناس عجيبة : ل
ا نريد صاحب الدين؛ لن أزوّج ابنتي صاحب دين .... لماذ ؟؟ .. لأنه غشاش, ومحتال. وكذاب , وووو ....
يصلي وملتزم بالعبادات أما تعامله مع الناس صفر

الإنسان يتألق بأخلاقه, ولا يتألق بعباداته، عباداته خاصة به فهي بينه وبين الله ، ولا دخل لنا بها ..
دينك يعني استقامتك, دينك يعني ضبط لسانك, يعني ورعك, يعني نزاهتك, قال النبي عليه الصلاة والسلام :
 )الْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ( أخرجه  أحمد

دينك يظهر في التعامل المادي ؛ بالدرهم, والدينار, بضبط اللسان, أما أن أعمل عبادات وأوهم الناس أنني صاحب دين, فهذه العبادات تسمى زعبرة , فارغة من مضمونها كلياً؛
عندما تأكل قرشاً من حرام, فأنت فرَّغت العبادات من مضمونها

نحن عندنا شعائر إسلامية , أما استقامة فلا يوجد أبداً .