حب الخير لغيرك يدل على قوة إيمانك


الرجل المؤمن لا يعيش لنفسه فقط ولا لأهل بيته , ولكنه يعيش لأمته ,
وكلما كبرت مساحة اهتمامه كلما زاد تفوقه ونجاحه ,
وخدمته تلك للجميع إنما هي عربون محبة يدين الله بها للأمة كلها , وهي إهداء يقدمه لكل فرد من أفراد أمته ,
وهذا الحب ينتج أيضاً خوفاً متكرراً عليها , فتجده مستمراً في تحذيرها من الأخطار والشرور والبدع , ومحفزاً لها في عمل الطاعات والصالحات الباقيات ,
ويهمّه أمر الصغير قبل الكبير والبعيد قبل القريب والمريض قبل الصحيح وهكذا ومع ذلك العذاب والمعاناة والحرص والخوف إلا أنه يعيش في لذة متناهية يوم أن جعل كل ذلك لله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله :
" قد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم , وأن من آثر الراحة فاتته الراحة , وأنه بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة , فلا فرحة لمن لا همّ له , ولا لذة لمن لا صبر له , ولا نعيم لمن لا شقاء له , ولا راحة لمن لا تعب له " .


لا يوجد أمر يدل على مدى إيمان المرء بربه، أكثر من أن يحب لغيره ما يحب لنفسه من خير

من طرق حب الخير للناس 

يدعو لإخوانه بالخير الذي يدعو لنفسه، وبالهدى والتقى والعفاف والرحمة، ويستغفر لهم ربهم حتّى يهديهم ويهتدي بهم.
 يقوم بالسؤال عن حالهم والاطمئنان عليهم ومعرفة مستجداتهم ومعاونتهم ومساعدتهم عند الشدائد والمصائب، كأن يقوم الجار الغني بإعطاء الفقير نصيب من دخله الشهري، ويطعمه ويتفضل عليه ممّا فضل الله عليه،
 تقديم النصيحة الجيدة والمشورة الحسنة لمن يعاني من معضلة أو شائكة في أمر من أمور حياته،
يدخل السرور على قلب مؤمن ويفرحه بسعادة في وقت حزن وهم أمرٌ عظيمٌ،
 إعانة الضعيف ومساعدته حتّى يقوى، فالقيام بواجب نحو مريض لا يملك ثمن العلاج هو خير له ولك، والقيام بالتبرع بالثياب القديمة أو الجديدة للفقراء والمحتاجين أمر جيد لك خير لغيرك. وغير هذا الكثير،
إنشاء مبادرات تقوم بعمل نشاطات مجتمعية تعود بالخير على الناس كافة، كحملات تنظيف الشوارع وإقامة الفعاليات الخيرية، وجمع التبرعات للمحتاجين، وإقامة المهرجانات الترفيهية للأيتام، والرحلات الاستجمامية لهم، وإعانتهم نفسيًا كي ينسوا فقدهم لذويهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- "وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًاالترمذي وحسنه الألباني
-
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  البخاري , وفي رواية للنسائي " من الخير "
 -
"لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يُحبَّ للنَّاس ما يُحبُّ لنفسهابن حبان وصححه الألباني