حب الوطن من الإيمان

فطر الله الإنسان على أمور عديدة منها
أن يحبّ الإنسان ماله وولده وأقاربه وأصدقاءه و.... 

وأن يحبّ الإنسان موطنه الذي عاش فيه وترعرع في أكنافه



فحب الوطن غريزة متأصّلة في النفوس ينشأ عليها الإنسان منذ صغره ، ويحنّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هوجِم، ويغضب له إذا انتُقص .
مهما اضطر الإنسان إلى ترك وطنه فإنّ حنين الرجوع إليه يبقى معلّقًا في ذاكرته لا يفارقه   .
ثلاثة أصناف من المخلوقات تحنّ الى وطنها :
الإبل تحن إلى أوطانها وإن كان عهدها بها بعيدًا،
والطير إلى وكره وإن كان موضعه مجدبًا،
والإنسان إلى وطنه وإن كان غيره أكثر نفعًا .

غريزة حب الإنسان لوطنه عاشها وأحس بها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما غادر مكة أخذ يناديها ويقول :
)
ما أطيبكِ من بلد، وما أحبكِ إليّ، ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت غيركِ(  الترمذي
فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب مكة حبًا شديدًا، كره الخروج منها لغير سبب، ثم لما هاجر إلى المدينة واستوطن بها أحبها كما أحبّ مكة، وكان يدعو أن يرزقه الله حبَّها بقوله :
 ( اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبّنا مكة أو أشد ) البخاري

وفي صحيح البخاري: لما أخبر ورقة بن نوفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قومه ـ وهم قريش ـ مخرجوه من مكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
( أوَمخرجِيَّ هم؟! )
قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزَّراً، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي.
إنّه صلى الله عليه وسلم سمع قول ورقة أنهم يؤذونه ويكذبونه فلم يظهر منه انزعاج لذلك، فلما ذكر له الإخراج تحرّكت نفسه لحبّ الوطن وإلفه، فقال: 
( أوَمخرجِيَّ هم؟!)

إنَّ حب الوطن من الإيمان

و إنَّ الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أمور منها
 - نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن؛ كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى، ويصدقون في حُبه والاعتماد عليه وحده دون غيره، حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم ينتفضون انتفاضة الأسد دفاعًا عن الدين والعقيدة، وذبًا عن الأعراض والأوطان، معتمدين على الله تعالى دون غيره .
 -
التواصل الحقيقي بين الأفراد والجماعات، وإزالة أسباب التفرقة والخلاف بين أفراد المجتمع، وقيام روح النصيحة والتعاون والتكاتف في وجه التيارات القادمة , ودَرء المفاسد عنها
 -
المحافظة على الآداب الشرعية والنظم العادلة المرعية التي تسعى إلى جمع الكلمة .
-
 رعاية الحقوق واجتناب الظلم، واحترام حق الغير ، لا خير في وطنية تقدس الأرض والتراب وتهين الإنسان، فالوطن حقًا هو الإنسان الذي كرمه الله بالإنسانية وشرفه بالملة المحمدية .
 -
نحفظ بلادنا من كل تخريب وتدمير

قال الله تعالى
(وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنْ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوْ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ ) النساء/66