الطفل
أرض تملؤها بما تشاء , الطفل غض ضعيف , أنت من يهيؤه ليصبح رجلاً في المجتمع ,
ليتحمل المسؤولية تجاه أهله ومجتمعه ودينه وجيرانه وأولاده و ....
إن
لم يتعلم أطفالنا في مساجدنا أين سيتعلم الأطفال؟
هل سيتعلم أبناؤنا في الكنائس إن
لم نفتح لأطفالنا الأبواب والصدور والقلوب ؟
ارحموا
الأطفال أيها الآباء , أيها المربون، فهذا الطفل هو الذى سيجلس في هذا المكان في
الغد القريب ليعلم الأمة .
لقد رحمهم النبي صلى الله عليه وسلم رحمة يجب علينا أن نحولها في بيوتنا وفي
مساجدنا وفي مدارسنا إلى واقع عملي ومنهج حياة .
كان
النبي صلى الله عليه وسلم رحيماً بالصغار. إذا رأى
ولده إبراهيم رضي الله عنه، يأخذه فيقبله ويشمّه ،
كما روى ذلك الإمام البخاري .
والنبي
يرفض أي قسوة في التعامل مع الصغار، ويعتبر هذه القسوة أمراً مستقبحاً في شخصية حاملها ، فقد دخل الأقرع بن حابس على
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو
يقبل الحسن ويقبل الحسين فقال : والله أنا لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم , فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: {وما لي أن نزع الله الرحمة من قلبك ، من لا يرحم لا يرحم } الصحيحين
كان
المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا خرج من
المسجد فقابله الصبيان وقف يسلم على الصبيان ، ويمسح على خدي أحدهم واحداً واحداً
.
يقول
جابر بن سمرة : {صليت مع النبي الصلاة الأولى ، فخرج إلى أهله فقابلة
الصبيان ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح خدي أحدهم واحداً واحداً، ثم مسح
النبي صلى الله عليه وسلم على خدي , يقول جابر: فوجدت ليده برداً وريحاً كأنه
أخرجها من جؤنة عطار } أخرجه البخاري ومسلم
قال
صلى
الله عليه وسلم : {علموا أبناءكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم
أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع} أحمد وابو داود
أدب
وتربية وتعليم ورحمة بالأطفال , نريد أن نتعامل مع أطفالنا في المساجد على أنهم
كبار، الطفل طفل سيجري ، سيلعب ، سيضحك ، فإن لم نفتح الصدور والقلوب فأين يتعلم ؟
وما
الذي كان يحدث به الآباء الأبناء في سالف الأيام ؟
كانوا
يحدثوا أبناءهم قال رسول الله كذا ، فما الذى يحدث به الآن الوالد ولده .
أطفالنا
الآن يتربون على التلفاز، يتربون في الشوارع ، يتربون بين اصحاب السوء، لأن الأب
قد تخلى، ولأن الأم قد شُغلت، حتى الوقت، الرمق من الوقت الذى يتبقى للوالد لكثير
من آبائنا وإخواننا يقتله قتلاً ويقضى عليه قضاء بالمكث هذا الوقت أمام التلفاز .
أنا
لا أحب لولدي أن يتربى على هذا التلفاز الآن، على هذه المائدة النجسة القذرة :
المسرحيات الهابطة، والمسلسلات الساقطة، والأفلام الداعرة، وقناة السينما نقلت
الفساد لبيوت المسلمين ، والله لو علم الله أن الآمة تستحق الآن النصر لنصرها،
والله لو علم الله، أن الأمة تستحق الآن الاستخلاف والتمكين لاستخلفها ومكن لها.
جاء
أعرابي - كما تروي عائشة رضي الله عنها - إلى النبي صلى الله عليه وسلم فرأى أمراً لم يعهده , رآه صلى الله عليه وسلم يقبل الصبيان فقال : {تقبلون الصبيان؟ قال صلى الله عليه وسلم : نعم، قال الأعرابي: إنا لا نقبلهم فقال صلى
الله عليه وسلم : "أو أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ } إذاً فهذا الأعرابي الذي ما اعتاد أن يقبل الصبيان وأن يداعبهم، جاء إلى النبي صلى
الله عليه وسلم ذاك الرجل الذي يهابه
الناس ويتحدثون عنه، فيستغرب هذا الأعرابي أن يرى مثل هذا الرجل العظيم في مكانته
ومنزلته يتعامل مع الصبيان هذه المعاملة.
وفي
الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه صلى الله عليه وسلم
: { قبل الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس رضي الله عنه
فاستنكر هذا السلوك ولم يألفه، قال : إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحداً منهم،
فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال
: "من لا يَرحم لا يُرحم" }
ويسمع
صلى الله عليه وسلم بكاء الصبي وهو يصلي
وقد نوى أن يطيل الصلاة فيوجز فيها صلى الله عليه وسلم حتى لا تفتن أمه.
كان
رحيماً بالأطفال ، لا تنسيه عبادته وصلاته تلك العبادة الجميلة ؛ عبادة الرحمة.
ربما كان في صلاته ، فيأتيه طفل يركب فوق ظهره وهو ساجد ، فيطيل سجوده رحمة
بالصغير، حتى لا يقطع عليه متعته باللعب فوق ظهره .
وأحياناً
، يرى ابن ابنته قادماً ، وهو فوق منبره يخطب خطبة الجمعة ، فينزل إليه ويتلقاه
فرحاً. يقطع خطبة الجمعة من أجل طفل صغير رحمة به ولإدخال السرور على قلبه !
وكان
صلى الله عليه وسلم رحيماً بالصغار وأمهاتهم ، إذا كان في الصلاة وسمع بكاء طفل
صغير، لم يطل الصلاة رحمة بالطفل وبأمه ، التي لا بد من أنها تتألم لبكاء صغيرها.
قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إني لأدخل في الصلاة، وإني أريد إطالتها، فأسمع بكاء
الصبي، فأتجوز في صلاتي مما أعلم لوجد أمه ببكائه} رواه ابن ماجه
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء