رسالة إلى كل المسلمين "وكذلك جعلناكم أمة وسطا"


العدل مطلب عقلي وشرعي لا غلو ولا جفاء لا إفراط ولا تفريط
ومن أراد السعادة فعليه أن يضبط عواطفه واندفاعاته وليكن عادلاً في رضاه وغضبه وسروره وحزنه
لأن المبالغة في التعامل مع الأحداث ظلمٌ للنفس
وما أحسن الوسطية فإن الشرع نزل بالميزان والحياة قامت على القسط
و أتعب الناس من طاوع هواه واستسلم لعواطفه وميولاته ,حينها تتضخم عنده الحوادث وتظلـم لديه الزوايا وتقوم في قلبه معارك ضارية من الأحقاد والدخائل والضغائن لأنه يعيش في أوهام وخيالات
حتى إن بعضهم يتصور أن الجميع ضده وأن الآخرين يحبكون مؤامرة لإبادته وتملي عليه وساوسه أن الدنيا له بالمرصاد فلذلك يعيش في سحب سود من الخوف والهم والغم

أجلس قلبك على كرسي العدل فأكثر ما تخافه لا يكون
وعليك قبل وقوع ما تخاف وقوعه أن تقدر أسوأ الاحتمالات ثم توطن نفسك على تقبل هذا الأسوأ حينها تنجو من التكهنات الجائرة التي تمزق القلب قبل أن يقع الحدث

فيا أيها العاقل النابه
اعط كل شيء حجمه، ولا تضخم الأحداث والمواقف والقضايا بل اقـتصد واعـدل ولا تجور ولا تذهب مع الوهم الزائف والسراب الخادع

كم يحزنني عندما ألاحظ شابا رائعا يكتب في صفحته كلام مميت ومحزن عن الحياة والأوضاع لدرجة أن قلبي شعرت فيه غصة كادت أن تقتلني , والله لقد أصابني الحزن مما شاهدت وقرأت
أنت مؤمن و لا ينبغي أن يدخل اليأس الى قلبك ولا ينبغي أن تضخم الأمور لتعلم :
ما قدره الله سيكون مهما فعلت
واليأس من صفات الكافرين  وليس المؤمنين


شبابنا ... نحن نحبكم وأنتم أملنا في الحياة .. روحي فداكم